تبر نظام تدريب وتطوير الخيل فن وعلم أنشأه الإغريق قديما منذ عام 355 قبل الميلاد، وأصبح لترويض الخيل مدارس ومراجع عالمية معروفة.
ويعد كتاب (جويرينير) هو المرجع الأساسي للمدرسة الأسبانية لركوب الخيل في فيينا التي تأسست عام 1572، وعن هذه المدرسة عرفت التدريبات الجسمانية التي تقوي وتحفز الخطوات الطبيعية، كما حسنت من تدريبات المرونة التي تجرى للكتف الداخلية للجواد، بالإضافة إلى الكثير من التمارين التي لا تزال تمارس حتى اليوم.
وأقوى أنواع التدريبات هي التي كانت تجرى لأفضل الخيول المدربة في المدارس العسكرية الأوروبية في القرن التاسع عشر، ومن أصعب وأعقد الحركات التي عرفت حتى الآن تغيير حركة الأرجل، وهي من التدريبات الفردية التي أدخلت لأول مرة في الألعاب الأولمبية عام 1912 وفي عام 1928م. وتجرى التدريبات على ميدان مساحته 40× 20 متر ويصاحب هذه التدريبات في أغلب الأحوال موسيقى ليجمع العرض بين الرياضة والفن.
وتعتبر تحسن بنية الجسم للجواد ومقدرته على الأداء والتي بدورها تؤدي لأن يكون الجواد هادئا مرنا، حر الحركة، لينا واثقا من نفسه، ويقظا وحريصا أبرز المقومات للجياد الناجحة، وترويض الخيل فن يتوقف نجاحه على ذكاء الفارس والحصان معا، وأنواعه كثيرة تشمل قفز السدود أو خوض السباقات الخاصة بالجري، أو تأدية الخطوات والحركات الخاصة بأدب الخيل، وهي تحتوي عموما على أكثر من سبعين حركة يقوم بها الحصان ويؤديها بمنتهى البساطة والسلاسة وتدريب الجواد على هذه العمليات يستمر في الغالب سنة كاملة.
ويتم تدريب الحصان على ما تخصص فيه لمدة ستة أيام أسبوعيا و11 شهرا في السنة، ولا يقتصر تدريبه طوال هذه المدة على ما يتخصص فيه فقط، وإنما يدرب على جميع التدريبات مع التركيز على تخصصه بشكل مكثف. علما أن التدريبات لا تقتصر على الجواد فقط بل إن هناك ملامح خاصة بالخيال الذي من المفترض أن يبدأ في تعامله مع الجواد عند بلوغه سن الخمس سنوات والبدء في تكوين علاقات معه من هذه المرحلة، ويتدرب على كيفية ركوبه والتعامل معه، وعند بلوغه 11 عاما يكون قد اكتمل جسمه ونمت عضلاته ليكون مؤهلا للتعامل مع الحصان إلى أن يصل إلى 15 عاما ليصبح مؤهلا لخوض المسابقات والمهرجانات بجميع أنواعها، أما الخبرة فيحصل عليها الفارس بالسن وعدد مرات خوضه للمسابقات ومدى طول ممارسته لهذه الرياضة.